ودعت الرياضة المصرية والعربية بشكل خاص، واحدًا من اعظم من أنجبت الكرة المصرية، اسطورة خلدتها القلعة الحمراء، طارق سليم، عضو مجلس إدارة الأهلي السابق، وأحد رموز الكرة، بعد رحلة طويلة من الصراع مع المرض، خاضها وهو في كامل هيبته وكبرياءه وشموخه، النابع من عائلة جسدت للكرامة عنوانًا.
رحل نجل عائلة سليم وشقيق المايسترو الراحل صالح سليم، عن عمر يناهز الـ79 عامًا، في مستشفى الانجلو أمريكان بالقاهرة، وسط وداع رياضي كبير، من عدد كبير من قيادات ورموز الأهلي.
“بطولات” يسترجع المشهد الأخير الذي ظهر فيه طارق سليم للجماهير قبل وفاته..
– المشهد الأخير:
قعيد هو على كرسي متحرك، صمته يُخيم على الأجواء، شكله النحيب يزلزل المشاعر، دموعه تتساقط وسط لوعه الفراق، على حبيب لم يمكنه المرض من رؤيته إلا وهو على فراش الموت، صديق غادره إلى الدار الأبقى والحياة الأبدية، عندما ودع زميل العمر حماده إمام، في لحظاته الأخيرة، في التاسع من يناير الماضي.
– وداع من ابن لم يُنجبه:
رغم آلامه إلا أنه أصر على تقديم وداع لائق لزميل كفاح، منعه صوته من التعبير عن حزنه نظرًا لخلطة اصابته دماغيًا، إلا أن المشهد لم يكن يحتاج صوتًا أو كلمات، فما فعله كان التعبير الحقيقي للحب والوفاء، فقد تنقل من سيارة اقلته إلى عزاء شهد زحامًا كبيرًا، يحمله من حوله من السيارة إلى كرسيه المتحرك، لكن قلبه كان حيًا ودموعه حاضره تعبر عن معنى غاب عن الكثيرين في هذا المشهد.
استقبله الأبن البار لوالده حازم يحيى الحرية إمام، بدموع واحضان كأنه يتلمس فيه الأب الذي رحل ولم يعد باستطاعته فعل أي شيء له، كان طارق بمسابة العمود الذي أسند ظهره عليه، وكأنه يلتمس الوفاء والحب والاخلاص للثعلب الكبير منه، فما العجب أي تكريم يناله والده أفضل من زيارة لصديق يصارع المرض من أجل رؤيته في مشهده الأخير.
إلا أن القدر لم يكن في صالح الثعلب الصغير، الذي شهد نفس الوداع اليوم في والده الثاني، دون أن يُمهله القدر لحظات لوداعه في مشهده الأخير، إذ أنه استقبل الخبر وهو على الهواء مباشرةً أثناء بث برنامجه الفضائي عبر قناة الحياة2، إذا به لا يستطع منع قطرات دموعه من التساقط على حبيب لم ينساه يومًا في ضعفه ومحنته، حبيب كان حضنه هو الوطن الذي استقر به في يوم وداع والده، واليوم كان عليه أن يعيش تلك اللحظات للمرة الثانية.